الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} يظن الكثيرون أن الذي يصد أهل الكتاب عن الإسلام أنهم لا يعرفونه أو لأنه لم يقدم لهم في صورة صحيحة ، وهذا حسن ظن ليس في محله ، بل الحقيقة أنهم لا يريدون الإسلام لأنهم يعرفونه! ولذا فهم يخشونه على مصالحهم وسلطانهم.
فيخبر تعالى عن كفر أهل الكتاب وعنادهم، ومخالفتهم ما يعرفونه من شأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأنه لو أقام عليهم كل دليل على صحة ما جاءهم به لما اتبعوه وتركوا أهواءهم كما قال تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم}، ولهذا قال ههنا: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك}.
وقوله: {وما أنت بتابع قبلتهم} إخبار عن شدة متابعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لما أمره اللّه تعالى به، وأنه كما هم مستمسكون بآرائهم وأهوائهم، فهو أيضاً مستمسك بأمر اللّه وطاعته واتباع مرضاته، وأنه لا يتبع أهواءهم في جميع أحواله، ولا كونه متوجهاً إلى بيت المقدس لكونها قبلة اليهود، وإنما ذلك عن أمر اللّه تعالى، ثم حذَّر تعالى عن مخالفة الحق الذي يعلمه العالِم إلى الهوى، فإن العالِم الحجة ُ عليه أقوم من غيره. ولهذا قال مخاطباً للرسول _والمراد به الأمة_ : {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}.
المزيد |